الجمعة، 6 أبريل 2012

المقابلة - أدوات البحث التربوي

ثانياً: المقابلة:
تعد المقابلة أداة فعالة في حالات معينة، مثل:  
-       أن يكون المبحوثون من الاطفال أو الكبار الاميين الذين لا يستطيعوا كتابة إجاباتهم بأنفسهم كما هو الحال في الاستبانة.
-        نوع مشكلة البحث التي تحتم قيام الباحث بمقابلة أفراد عينة الدراسة وطرح الأسئلة عليهم مباشرة

تعريف المقابلة:
المقابلة عبارة عن تفاعل لفظي (حوار – مناقشة) يتم بين شخصين في موقف مواجهة، حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة أن يستثير بعض المعلومات أو التغيرات لدى المبحوث والتي تدور حول آرائه ومعتقداته.

أنواع المقابلة:
تتنوع المقابلات كأداة للبحث التربوي، وتصنف بطرق عديدة، وهي:
أ  وفقا للموضوع:
- مقابلات بؤرية، وتركز على خبرات معينة أو مواقف محددة وتجارب مر فيها المبحوث، من مثل:  حدث معين أو المرور بتجربة معينة.
- مقابلات إكلينيكية، وتركز على المشاعر والدوافع والحوافز المرتبطة بمشكلة معينة، مثل مقابلات الطبيب للمرضى.

ب  وفقا لعدد الاشخاص:
- مقابلة فردية أو ثنائية: ويلجأ الباحث لهذا النوع إذا كان موضوع المقابلة يتطلب السرية، أو عدم إحراج المبحوث أمام الاخرين.
- مقابلة جماعية: وتتم في زمن واحد ومكان واحد، حيث يطرح الباحث الأسئلة وينتظر الاجابة من أحدهم، وتمثل إجابته إجابة المجموعة التي ينتهي إليها.  كما أنه في بعض الاحيان يطلب من كل فرد في المجموعة الاجابة بنفسه، وبالتالي يكون رأي المجموعة عبارة عن مجموع استجابات أفرادها.

ج  وفقا لعامل التنظيم:
- مقابلة بسيطة أو غير موجهة أو غير مقننة: وتمتاز بأنها مرنة، بمقدور المبحوث التحدث في أي جزئية تتعلق بمشكلة البحث دون قيد، كما أن للباحث الحرية في تعديل أسئلته التي سبق وأن أعدها.
- مقابلة موجهة أو مقننة من حيث الأهداف والأسئلة والأشخاص والزمان والمكان.  حيث تتم في زمن واحد ومكان واحد، وتطرح الأسئلة بالترتيب وبطريقة واحدة.

د وفقا لطبيعة الأسئلة:
- مقابلات ذات أسئلة مقفلة وإجابات محددة،  مثل:(نعم/ لا(  أو اختيار من متعدد.
- مقابلات ذات أسئلة مفتوحة، تحتاج للشرح والتعبير عن الرأي دون قيود أو إجابات محددة سلفاً.
- مقابلات ذات أسئلة مقفلة مفتوحة، وهي تمزج بين النوعين السابقين .

ه  وفقا للغرض منها:
- مقابلة استطلاعية مسحية، بهدف جمع بيانات أولية حول المشكلة.
- مقابلة تشخيصية، أي تحديد طبيعة المشكلة، والتعرف على أسبابها ورأي المبحوث حولها.
- مقابلة علاجية، أي تقديم حلول لمشكلة معينة.
- مقابلة استشارية، بهدف الحصول على المشورة في موضوع معين

  إجراءات المقابلة:
يتبع الباحث إجراءات معينة عند استخدامه المقابلة كأداة لجمع البيانات المطلوبة من المبحوث، وهي:
أ  الاعداد السابق للمقابلة، من حيث تحديد المجالات الاساسية التي تدور حولها، وإعداد الأسئلة المناسبة، والاداة التي تستخدم في تسجيل البيانات، وتحديد مكان المقابلة وزمنها، وتحديد أفراد
المقابلة.
ب  تكوين علاقة مع المبحوث، وكسب ثقته، وذلك عن طريق تعريف الباحث بنفسه، وشرح هدف المقابلة، وتوضيح سبب اختيار المبحوث، وإقناع المبحوثبأن البيانات التي يدلي بها، هي لغرض البحث وتكون محل سرية الباحث، وإقناعه بأهمية مشاركته في البحث.
ج  استدعاء البيانات من المبحوث بالاساليب المناسبة وتشجيعه على الاستجابة.
د  تسجيل إجابات المبحوث، وأية ملحظات إضافية وذلك بإتباع أحد أساليب التسجيل المعروفة، من مثل: الكتابة من الذاكرة بعد الانتهاء من المقابلة، تقدير إجابات المبحوث على مقياس للتقدير سبق إعداده والتدرب على استخدامه من جانب الباحث، التسجيل الحرفي لكل ما يقوله المبحوث، أو لكل ما يمكن أن يسجل من أقوال، استخدام أجهزة التسجيل الصوتي، وذلك بعد موافقة المبحوث.

عوامل نجاح المقابلة:
إن حرص الباحث على استخدام المقابلة باعتبارها أنسب أدوات البحث التربوي لنوع المبحوثين عمل غير كافٍ على الرغم من أهميته إذا لم يراعِ عدداً من العوامل المسؤولة عن إنجاح المقابلة، وبالتالي تحقق الهدف من استخدامها، ولعل منها:
أ  أن يتم التدريب السابق على إجراء المقابلة، وذلك بعمل تدريبات تمثيلية مع زملاء الباحث أو غيرهم؛ بقصد التدرب على طرح الأسئلة، وتسجيل الاجابات، وتعرف أنواع الاستجابات المتوقع الحصول عليها.
ب  إعداد مخطط للمقابلة، يتضمن قائمة الأسئلة التي ستوجه إلى المبحوثين كل على حده.
ج  أن تكون الأسئلة واضحة وقصيرة.
د  أن ينفرد الباحث بالمبحوث في حدود ما يسمح به الشرع والتقاليد، وأن يعمل على كسب ثقته وعلى حثه على التعاون معه.
ه  أن يشرح الباحث معنى أي سؤال للمبحوث، حتى تكون الاجابة مناسبة لغرض الباحث من السؤال.
و  أن يتأكد الباحث من صدق المبحوث وإخلاصه؛ وذلك بأن يوجه إليه في أثناء المقابلة أسئلة أخرى، يقصد التأكد من ذلك. وبإمكان الباحث أن يطمئن إلى صدق المبحوث من خلال ملاحظة طريقة إجابته، وما يظهر على وجهه من تعبيرات.
ز  أن يتجنب الباحث التأثير على المبحوث، فلا يوحي إليه بوجهات نظره أو آرائه وميوله.
ح  أن يسجل الباحث إجابات المبحوث بدقة وبسرعة.
ط  ألا تتم المقابلة في صورة تحقيق أو محاكمة للمبحوث؛ حتى لا يشعر بالضيق والسأم، وبالتالي رفض التجاوب مع الباحث.

 مزايا وعيوب المقابلة:
تتسم المقابلة العلمية بعدد من المزايا، وفي الوقت ذاته لها بعض العيوب.
ومن مزايا المقابلة ما يلي:
-إمكانية استخدامها في الحالات التي يصعب فيها استخدام الاستبانة؛ كأن يكون المبحوث صغيرا،ً أو أمياً.
-توُفر عمقاً في الاستجابات؛ وذلك بسبب إمكانية توضيح الأسئلة، وتكرر طرحها.
-تستدعي البيانات من المبحوث أيسر من أي طريقة أخرى؛ لان الناس بشكل عام يميلون إلى الكلام أكثر من الكتابة.
-توُفر إجابات متكاملة من معظم من تتم مقابلتهم.
-توُفر مؤشرات غير لفظية تعزز الاستجابات وتوضح المشاعر، مثل: نبرة الصوت، وملمح الوجه، وحركة الرأس واليدين.
-تشعر المبحوث بقيمته الاجتماعية أكثر من مجرد تسلمه استبانة لملئها وإعادتها مرة أخرى.

 عيوب المقابلة:
-يصعب مقابلة عدد كبير نسبياً من المبحوثين؛ لان مقابلة الفرد الواحد تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً من الباحث.
-تتطلب مساعدين مدربين على تنفيذها؛ وذلك لتوفير الجو الملائم للمقابلة.
-صعوبة التقدير الكمي لالستجابات، وإخضاعها إلى تحليلات كمية خاصة في المقابلة المفتوحة.
-تتطلب مهارة عالية من الباحث؛ وذلك لضبط سير فعاليات المقابلة، وتتجه نحو الهدف منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق