الاثنين، 2 أبريل 2012

البحث التاريخي

البحث التاريخي
البحث التاريخي هو ذلك البحث الذي يصف ويسجل ما مضي من وقائع وأحداث الماضي ويدرسها ويفسرها ويحللها علي أسس علمية منهجية ودقيقة بقصد التوصل إلي حقائق ومعلومات أو تعميمات تساعدنا في فهم الحاضر علي ضوء الماضي والتنبؤ بالمستقبل .

كما يعرف بأنه ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعت في الماضي وصفاً كيفياً يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها والاستناد علي ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي وتوقع اتجاهاتها المستقبلية القريبة والبعيدة .

فالبحوث التاريخية تصف وتسجل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي، ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتأريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل . ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة.

أهمية المنهج التاريخي :
أ-     يمكن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة علي ضوء خبرات الماضي .
ب-   يساعد علي إلقاء الضوء علي اتجاهات حاضرة ومستقبلية .
جـ- يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها .
د-    يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي .

خصائص المنهج التاريخي :
       1-    يعتمد علي ملاحظات الباحث وملاحظات الأخرين .
       2-    لا يقف عند مجرد الوصف بل يحلل ويفسر .
       3-    عامل الزمن حيث تتم دراسة المجتمع في فترة زمنية معينة .
       4-    أكثر شمولاً وعمقاً لانه دراسة للماضي والحاضر .


أهداف المنهج التاريخي :
1-    التأكد من صحة حوادث الماضي بوسائل علمية .
2-    الكشف عن أسباب الظاهرة بموضوعية علي ضوء ارتباطها بما قبلها وبما عاصرها من حوادث .
3-    إمكانية التنبؤ بالمستقبل من خلال دراستنا للماضي .

خطوات تطبيق المنهج التاريخي:
-اختيار موضوع البحث.
- جمع المادة التاريخية.
- عرض المادة التاريخية وتفسيرها.
- نقد المادة التاريخية.
- كتابة تقرير البحث.

ويستخدم الباحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة العلمية وهما المصادر الأولية والثانوية، وهو يبذل أقصى جهده للحصول على هذه المادة من مصادرها الأولية كلما أمكن ذلك.
المصادر الأولية :   تتمثل في السجلات ، والوثائق ، الآثار ، المذكرات الشخصية ، محاضر الاجتماعات ..... الخ .
       المصادر الثانوية : وهي المعلومات الغير مباشرة والمنقولة والتي تؤخذ من المصادر الأولية ويعاد نقلها وعادة ما تكون في غير حالتها الأولي ونجدها في الجرائد والصحف والدراسات السابقة أو الرقصات الشعبية المتوارثة والرسوم والنقوش والنحت والخرائط والتسجيلات الإذاعية والتليفزيونية .

مزايا المنهج التاريخي :    
1-    يعتمد علي المنهج العلمي في البحث فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة وهي الشعور بالمشكلة وتحديدها وصياغة الفروض المناسبة ومراجعة الكتابات السابقة وتحليل النتائج وتفسيرها وتعميمها .
2- اعتماد الباحث علي المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث لا يمثل نقطة ضعف في البحث إذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد الخارجي لهذه المصادر.

 عيوب المنهج التاريخي :   
1-    أن المعرفة التاريخية ليست كاملة بل تقدم صورة جزئية للماضي ، نظراً لطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها مثل التلف والتزوير والتحيز .
2-    صعوبة تطبيق الأسلوب العلمي في البحث في لظاهرة التاريخية محل الدراسة نظراً لأن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوباً مختلفاً وتفسيراً مختلفاً.
3-    صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب الأمر الذي يجعل الباحث يكتفي بإجراء النقد بنوعيه الداخلي والخارجي .
4-    صعوبة التعميم والتنبؤ وذلك لارتباط الظواهر التاريخية بظروف زمنية ومكانية محددة يصعب تكرارها مرة أخري من جهة كما يصعب علي المؤرخين توقع المستقبل .
5-    صعوبة تكوين الفروض والتحقق من صحتها وذلك لأن البيانات التاريخية معقدة إذ يصعب تحديد علاقة السبب بالنتيجة علي غرار ما يحدث في العلوم الطبيعية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق